فلسطين أون لاين

خلال ندوة ناقشت مخاطره على القضية الفلسطينية

مختصون يوصون بالتوعية الأمنية والتربوية باستخدامات الذكاء الاصطناعي

...
ندوة إعلامية حول مخاطر الذكاء الاصطناعي في استهداف القضية الفلسطينية
غزة/ أميرة غطاس:

حذّر مختصون في الشأن الأمني والرقمي، من خطورة الذكاء الاصطناعي على القضية الفلسطينية وقدرات جيش الاحتلال الإسرائيلي على توظيفه في عمليات الأمنية والعسكرية ضد المقاومة الفلسطينية وإدارة معارك كاملة مبنية على تطبيقاته وتقنياته.

جاء ذلك في ندوة إعلامية نظمها، أمس، اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية - مكتـب فلسطيـن، بعنوان "التوعية الإعلامية بمخاطر الذكاء الاصطناعي في استهداف القضية الفلسطينية".

وأوصى المشاركون بأهمية التوعية التربوية بالذكاء الاصطناعي وتطبيقاته ومجالات استخدامه، ومخاطره على المقاومة الفلسطينية والعاملين في المؤسسات الأمنية، حتى لا يقعوا في فخ التضليل والخداع من الاحتلال ومعاونيه.

مواكبة الظاهرة

الأكاديمي والخبير في العلوم الأمنية د. هشام المغاري قال: "إن معطيات الواقع تشير إلى أن تقنيات الذكاء الاصطناعي أشد خطرًا على القضية الفلسطينية من مواقع التواصل الاجتماعي وآثارها".

وتابع المغاري في كلمته خلال الندوة: "مقدمون على علم جديد سيغير جوانب العالم وعلاقاته الاجتماعية والسياسة إضافة إلى أن الأساليب القديمة المتبعة في معالجة الظواهر الأمنية لن تتماشى مع الواقع الجديد".

اقرأ أيضًا: "فلسطين" تنظّم ورشة عمل حول "صحافة الذكاء الاصطناعي"

وأشار إلى خطورة الذكاء الاصطناعي كبيرة على القضية الفلسطينية ومقاوميها، "فجيش الاحتلال الإسرائيلي يمتلك غرف عمليات أمنية وعسكرية كاملة تدير معارك مبنية على تطبيقات الذكاء الاصطناعي دون تحرك من الجنود بشكل مباشر".

وقال المغاري: "الاحتلال من أكثر الجهات عالميًّا في استخدام التكنولوجيا، والاعتماد العالي عليها في مجال الاقتصاد والأمن"، مؤكداً أن الأمر خطير يحتاج من كل الجهات بذل ما تستطيع من جهود لاستدراك ومواكبة الظاهرة الجديدة والتعاطي مع العمليات الإسرائيلية المعقدة، محذرًا رجال الأمن من الوقوع فريسة لهذه المواقع.

وأوضح أن الجانب الاستخباري مكّن الاحتلال الإسرائيلي من التعامل مع البيانات الضخمة وتحليلها واستخلاص النتائج منها، وإيجاد تطبيقات تستطيع التنبؤ بكثير من المخاطر الأمنية واستغلال محادثات الناس والبيانات الموجودة على المواقع.

الأمن الأسري والتعليمي

كما تحدث عن الأمن الأسري الذي يواجه موجة من التفكك جرّاء استخدام مواقع التواصل الاجتماعي قديمًا وحديثًا الذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى أن أمن التعليم يتهدده خطر كبير إذ بات الكثير من الباحثين يعتمدون على تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تحضير رسائل الماجستير، دون أن يكون لهم دور في البحث والمعرفة، ما يؤثر سلبيًّا على السلك التعليمي.

اقرأ أيضًا: مسؤول: الذكاء الاصطناعي قد "يقتل البشر" خلال عامين

بدوره، تناول المحلل والكاتب في الشأن الإسرائيلي حسن لافي، البنية التكنولوجية للاحتلال والتي تعتمد على الدمج ما بين الصناعات العسكرية والبيئة المدنية والعامل الوسيط بينهم ممثلًا بالتكنولوجيا.

وقال: "الذكاء الاصطناعي تطوّر طبيعيًّا بدأ بالإنترنت ثم ثورة مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا التقدم دفع الاحتلال إلى التعامل بسهولة مع كل التهديدات العالمية التي يعتبرها خطرًا على أمنه من خلال السرعة والقدرة في مواجهتها".

ولفت لافي إلى أن خطر الذكاء الاصطناعي يتمثل بنزوله إلى المستويات التنفيذية، حيث أنشأ جيش الاحتلال وحدة قتالية تعتمد على التقنية الرقمية تمكّن ضباطه من تشغيل المدفعيات والطائرات المسيرة وهم جالسون في أماكنهم.

وأوصى بالتركيز في التوعية بمخاطر الذكاء الاصطناعي على رجال المقاومة الفلسطينية والعاملين في المؤسسات الأمنية، حتى لا يقعوا في فخ التضليل والخداع من الاحتلال "الإسرائيلي" ومعاونيه.

اقرأ أيضًا: كيف سيغير الذكاء الاصطناعي العالم في 2030؟.. خبراء يجيبون

التنافسية الكبيرة

من جهته، قال الباحث في المجال الذكاء الاصطناعي سائد رضوان: "إن سبب انتشار الذكاء الاصطناعي أنه بات مجانيًا من حيث الاستخدام، إضافة إلى التنافسية الكبيرة بين الشبكات".

وأشار إلى أن وصول الذكاء الاصطناعي إلى الاستخدام المدني، شكّل ظاهرة خطيرة ومنحدرًا كبيرًا، بسبب قلّة الوعي لمخاطره وعدم التوظيف الأمثل والصحيح لهذا التطور، ما يعني وقوع عدد كبير جدًا من الأفراد في وحل العمالة والإسقاط.

وأضاف: إن حربًا باردة يشنّها الاحتلال على المجتمع الفلسطيني من خلال الذكاء الاصطناعي، وتزييف البيانات موضحًا أن الاحتلال يمتلك وحدة هندسة اجتماعية تحلّل البيانات الفلسطينية واستدراج المعلومات.

وطالب الجهات المختصة بزيادة التوعية لمخاطر الإنترنت، وافتتاح تخصصات جامعية تتعلق بالذكاء الاصطناعي وكيفية توظيفه توظيفًا سليمًا يخدم القضية الفلسطينية مستثمرين إيجابياته ضد الاحتلال ومساعيه.